كل ما تحتاجه عزيزي القارئ لكي تفهم مكان الضحية ومكان الجاني هو أن تتخيل، تخيل إنك ذو بصيرة ترى الحياة بصفاء ووضوح، بصيرتك تجعل لك كل ما أمامك منطقي وسهل الفهم وتشعرك بالأمان، لأنك تعرف طريقك جيداً، وتفهم تماماً أين تذهب وماذا ستفعل، فبصيرتك تساعدك وترشدك، فجأة وبدون أي سابق إنذار جاء شخص دنيء بروح ملطخة قذرة ومسمومة، ذكراً كان أم أنثى، ومسح على بصيرتك وأعماك الى الابد! أنت لا ترى الدنيا كالوضوح السابق، لا تشعر بالأمان ولا تفهم شيئاً، كل شيء مشوش وضبابي، تفقد السهولة والوان الطبيعة، لا تستطيع أن تفهم شعور من حولك، فأنت مختلف، أعمى، ملطخ، مضطهد ومكسور، وتبدأ بكره ذاتك.
جاء من دنسّك وإغتصب براءتك، أخذ بصيرتك ورؤيتك النقية للحياة، أنت مسلوب البصيرة، مسروق ومضطرب الآن. تخيل نفس السيناريو يحدث مع أبنائك أو أي شخص من محيطك طفلاً كان أم شاباً.
جريمة تسلب البراءة والأمان للأبد، ويصعب الإسترجاع في محيطنا.
كن أكثر إنسانية، كن أكثر تقبلاً.
إستخدم بصيرتك التي لا زلت تحتفظ بها، لتتفهم، وأخيراً.. كن أكثر حذراً.
الكاتبة : ود قيس
يرجى الاتصال بنا على [email protected] لطرح أسئلتك وسنقوم بنشر الإجابات هنا.